مقدمة : فيما مضى كان أبطال السينما يتصدرون قائمة النجومية فهم الأشخاص الذين يتربعون على هرم الشهرة وتتهافت القنوات التلفزيونية لعمل المقابلات معهم والقناة التلفزيونية المحظوظة هي فقط التي تستطيع استضافة احدهم وفي كثير من الأحيان قد يكلفها ذلك مبلغا كبيرا من المال وإذا نزل أحد المشاهير الى الأماكن العامة يتهافت المعجبين حوله ومن كان له وافر الحظ سيتمكن من التقاط صورة معه.
السؤال الصعب : كيف يمكن لشخص موهوب الوصول الى عالم الشهرة والجواب : للأسف فالأمر ليس بتلك السهولة لانك لو إعتمدت على موهبتك وحدها فربما تحصل على فرصة للدخول الى عالم الشهرة لكن تلك الفرصة ضعيفة للغاية وتعتمد على الحظ أكثر من الموهبة في كثير من الأحيان لان عالم السينما تحكمه الكثير من الأشياء الأخرى فأحيانا يتعلق الأمر بعدم قدرة الشخص الموهوب على الوصول الى أصحاب القرار وأحيانا يحاول مقابلة الشخص المعني لزمن طويل قد ينتهي بالنجاح وقد تنتهي بالفشل وقد يستطع مقابلته ليتفاجئ بعدم إكتراثه ما عدا الوساطات والمحسوبيات التي كثيرا من الأحيانا ما تجعل الأشخاص الغير جديرين بالفرصة يحصلون عليها على حساب أصحاب المواهب الحقيقية , وكل من خاض في هذا المجال يعرف حجم المحسوبيات والإبتزازات التي حيدت مواهب عملاقة عن الوسط الفني وقدمت مكانهم شخصيات أقل منهم كفائة.
القواعد تتغير : أما اليوم فقد تغيرت الكثير من القواعد المتعلقة بالشهرة فبعد نمو الأنترنت بصورة هائلة ودخولة الى كل منزل تقريبا لم تعد السينما والقنوات الفضائية تسيطر بشكل كامل على عالم الشهرة كما السابق فاي شخص يمكنه ملاحظة ان الكثير من المنازل في زماننا الحالي لا تمتلك جهاز استقبال فضائي وتكتفي بالمحتوى المتوفر على الانترنت لان غالبية شاشات التلفاز الحديثة اصبحت ذكية ويمكنها الاتصال بالانترنت ومتابعة البرامج المفضلة بعضها يكون مدفوعا بالاضافة الى كم هائل من المحتوى المجاني دون الحاجة الى جهاز استقبال فضائي , وأهم المنصات التي تقدم محتوى مجاني هي منصة اليوتيوب وصانعي المحتوى على يوتيوب أصبحو نجوما بالنسبة الى كثيرا من الناس ومع تقدم التكنلوجيا وظهور اجهزة الجوال الحديثة لم يعد يتوجب عليك الذهاب المنزل لمشاهدة التلفاز ويمكنك متابعة نجمك المفضل من اي مكان على جوالك مما جعل نجوم الانترنت مشهورين بين الناس كنجوم السينما وربما أكثر في بعض الأحيان وإستدعى ذلك من القنوات التلفزيونية التهافت على نجوم الأنترنت لعمل المقابلات معهم كما أنهم لو نزلو الى الأماكن العامة سيتهافت عليهم المعجبين ويحاولون أخذ صورة تذكارية معهم.
ساحة المبدعين : بعد ظهور مصطح “مشاهير الأنترنت” لم يعد الأمر حكرا على السينما وتعقيداتها وأصبح بإمكان أي شخص عرض إبداعاته على الجمهور مباشرة دون الحاجة الى أي وساطات ومحسوبيات فكل ما يحتاجه اي شخص يرغب الدخول في هذا المجال هو إنشاء قناة مجانية على يوتيوب وإمتلاك كامير والكثير منهم بدأ مشواره باستخدام كاميرا الجوال والجمهور هو من سيشاهد ويحكم ويقرر من يستحق الشهرة ومن لا يستحقها , وهذا ما خلق نوعا من العدالة في عالم الشهرة لان الفرصة أصبحت متاحة للجميع.
إنتقادات وآراء معاكسة : بعض الناس يرى في الانترنت ساحة حرة يمكن لاي شخص أن ينشر فيها محتوى لا قيمة له بالإضافة الى المحتوى المخل بالأدب , وعلى الجانب الآخر يرى مراقبون أن مشاهير الأنترنتهم أشخاص يستحقون الإحترام وقد صنعو أنفسهم بأنفسهم وتحملو كل أعباء الإخراج والتمثيل والإنتاج وحدهم ليخرجو لنا أعمالا تستحق الإحترام وفيما يخص المحتوى الذي لا قيمة له فهناك ما هو مشابه في عالم السينما فكم من قنوات فضائية تبث محتوى بلا قيمة عدا عن القنوات الإباحية , فكل مجال تجد له وجهان سواءا السينما أو الانترنت ولكن الحقيقة التي لايمكن تجاهلها هي أن مشاهير الأنترنت قد فعلوها بمفردهم دون مساعدة أحد ووصل بعضهم الى مستوى من الشهرة قد يحلم به بعض مشاهير السينما.