في السنوات القليلة الماضية تطور صانعو المحتوى العرب بوتيرة كبيرة في تنويع و إثراء المحتوى العربي على عكس ماكان متعارفا عليه منذ مدة ليست بالبعيدة حيث نذكر جميعا كم كانت المواد المنشورة باللغة العربية محدودة للغاية وكان معظم الناس يلجؤون للمحتوى الإنكليزي سواءا في المواد التعليمية أو حتى الترفيهية , لكن الوضع اليوم تغير كثيرا وأصبح المحتوى العربي يغطي كافة المجالات التي يبحث عنها مستخدمو الانترنت العرب في التعليم والمعرفة والترفيه ومع تطور شبكات الانترنت في الدول العربية اصبح الانترنت السريع متوفرا لدى معظم الناس ومع ظهور الاجهزة الذكية مثل شاشات الانترنت بدأنا نرى العديد من الناس يتركون القنوات الفضائية التقليدية ويتجهون الى اليوتيوب ويمضون ساعات طويلة في اختيار المحتوى الذي يفضلونه كبديل عن القنوات الفضائية التي تلزمهم بمحتوى معين.
وقد أبدع اليوتيوبرز العرب في نشر المحتوى المنوع في كافة المجالات ومن ضمن تلك المجالات هو المجال الترفيهي وتحديدا المحتوى العائلي الذي بدأ ينتشر بسرعة عالية وهو محور حديثنا في هذا المقال.
نظريا كانت أول عائلة عربية تنشر يومياتها على اليوتيوب هي عائلة مشيع لكن عائلة مشيع لها توجه معين فهي موجهة غالبا للأطفال حيث يظهر محمد الغامدي مع ابنائه في مغامرات ومسابقات شيقة ولا تظهر زوجته نهائيا في الفيديوهات (المقصود هنا انها قناة أطفال عائلية تجسد مغامرات الاطفال برعاية والدهم) وهي بشكل عام قناة رائعة وتحظى بشعبية ضخمة جدا في العالم العربي ولكننا في هذا المقال نتكلم عن نوع مختلف من عائلات اليوتيوب التي برزت مؤخرا بكثرة في العالم العربي.
بدأت القصة عمليا عن طريق الزوجان أنس وأصالة حين اتحدا وأفتتحا قناتهما العائلية بأسم “أنصالة فاميلي” وقام الزوجان بمشاركة يومياتهما ومغامراتهما بالاضافة الى السفريات والتجارب والتحديات والمقالب والكثير من المحتوى المتنوع الذي جعل منهما نجمان على اليوتيوب في العالم العربي وكانا أنس وأصالة أول زوجان ينشران محتوى من هذا النوع في العالم العربي وهذا ما جعلهما محط أنظار الكثير من الأزواج الذين يرغبون بدخول عالم الشهرة على الانترنت بنفس نوعية المحتوى الذي تقدمها عائلة أنصالة فاميلي.
منهم من قام بافتتاح قناته العائلية الجديدة ومنهم من كان ينشر سابقا منفردا وبعد زواجه قام بتحويل قناته الى قناة عائلية حتى أصبح عدد القنواة العائلية بالعشرات فمنهم من استطاع الوصول الى الشهرة ومنهم من يعاني صعوبة في ذلك ثم بدأت عمليات الدعم تنتشر بين القنوات العائلية وكل عائلتين أو أكثر تشكل فريقا ويقومو بنشر فلوقات مشتركة كالرحلات المشتركة أو التحديات …الخ
ويقول المراقبون أن بعض تلك العائلات إبتكرت محتوى جديد مكنها من الوصول الى الشهرة بينما يتبع البعض الآخر أسلوب التقليد الأعمى ولا تأتي بأي جديد مما يجعلها تراوح مكانها , لكن وبشكل عام يرى البعض أن القنوات العائلية لديها الفرصة في القبول أسرع من المحتوى الآخر بسبب شعبيتها التي تتضح جليا في العالم العربي ولكن بسبب كثرة القنوات العائلية يبقى أمر النجاح مرتبطا بمدى قدرة اصحاب تلك القنوات على إبتكار محتوى مميز يجذب المتابعين ويرفعه الى مستوى جيد من الشهرة ,أما اصحاب المحتوى المقلد فربما يصلون الى مرحلة معينة لكنهم سيتوقفون عندها في يوم من الايام.
وربما ستحمل لنا الأيام القادمة الكثير من المفاجآت من صانعي المحتوى العرب الذين لا تتوقف إبداعاتهم عند حد معين.
إذا كنت ترغب أن تطلع على قائمة الحسابات العائلية إضغط هنا